اقتباسات من كتاب أرض البرتقال الحزين ـ غسان كنفاني
* حياتنا كلنا ، خطًا مستقيمًا يسير بهدوء وذلة، إلى جانب خط قضيتي ، ولكن الخطين متوازيين ولن يلتقيا !
*لم يكن يظن لحظة واحدة أنه قريب من الموت قرب أنفه من الهواء، لم يكن يظن ذلك قط .. كل الطريق كانت تعبق بحياة بكر كأنها خلقت لتوها ، كأن الله صنعها الآن فحسب ليستنشقها ، وليتركها تغسل صدره مثل شلال الريش ..
*يقول معروف : الإنسان يعيش ستين سنة في الغالب ، أليس كذلك ؟
يقضي نصفها في النوم .. بقي ثلاثون سنة .. اطرح عشر سنوات مابين مرض وسفر وأكل وفراغ .. بقي عشرون .. إن نصف هذه العشرين قد مضت مع طفولة حمقاء .. ومدارس ابتدائية .. لقد بقيت عشر سنوات .. عشر سنوات فقط ، أليس جديرة بأن يعيشها الإنسان بطمأنينة ؟
*" إن حياة بعض الناس كالشريط السينمائي العتيق الذي تقطع ، فوصله فنان فاشل من جديد بصورة خاطئة .. لقد وضع النهاية في الوسط ووضع الوسط في النهاية .."
*أنا أعرفُ ما الذي أضاع فلسطين .. كلام الجرائد لاينفع يابني ، فهم أولئك الذين يكتبون في الجرائد يجلسون في مقاعد مريحة وفي غرفٍ واسعة فيها صور ، ومدفأة .. ثم يكتبون عن فلسطين ، وعن حرب فلسطين ، وهم لم يسمعوا طلقة واحدة في حياتهم كلها ، ولو سمعوا ، إذن لهربوا إلى حيث لا أدري ، يابني ، فلسطين ضاعت لسبب بسيط جدًا ، كانوا يريدون منا – نحن الجنود – أن نتصرف على طريقة واحدة، أن ننهض إذا قالوا انهض وأن ننام إذا قالوا نم ، وأن نتحمس ساعة يريدون منا أن نتحمس، وأن نهرب ساعة يريدوننا أن نهرب .. وهكذا وقعت المأساة .. وهم أنفسهم لايعرفون متى وقعت ! إنهم لم يعرفوا قط كيف يقودون جنودهم .. كانوا يحسبون أن هؤلاء الجنود ضرب طريف من الأسلحة.. تحتاج إلى حشو .. صاروا يحشونها بالأوامر المتناقضة، كان الواحد منا يحارب اليهود فقط لأنهم يريدون أن يحاربوا اليهود !
إن المسئولين لم يحافظوا على أبطالهم .. ولم يكونوا على معرفة بأي أصول للمعارك .. لقد استشهد القائد مع رفاقه !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق